من يقتل الحريري بعد نجاح يعقوبيان بالمهمة الفاشلة؟ »!

من يقتل الحريري بعد نجاح يعقوبيان بالمهمة الفاشلة؟ و«يا سعد لو تشوفه» بين طويل العمر و«نص نصيص»!
: وكالات- القدس العربي- لينا أبو بكر –
نحن وإسرائيل أفضل ثنائي تكاملي، فهي خير من تنتج الفتنة لتنجو بها، ونحن أفضل من يستهلكها فيهلك بها، قبل أن يغير اللبنانيون المعادلة مرتين: الأولى بالوفاق الوطني، والثانية بالاستنفار الإعلامي ضد اختراقه، ليصغر كل عظيم عندما يكبر لبنان في عيون بنيه، ويتقزم الموت في وطن لم يعد يكتفي بالحياة لينتصر على القتلة والعملاء وتجار الأقاليم وميليشيات الطوائف وإقطاعيي التلفزيونات و«الذي منو»، لأنه تعلم من سنوات الدم والرصاص والفتن، فن الوحدة، دون أن يتخلى بين فينة وفتنة عن لذة المشاغبات الإعلامية، التي تضفي طراوة على حدة الظرف وتوتراته، طالما أنها تنصاع لإيقاع عصبه السياسي حين يشد أو يتراخى، والدليل ما ورد على ذمة عادل كرم في «هيدا حكي»، فالروشة والحمرا و«البارات» اللبنانية، والـ«أو تي في»، التي غيرت الشارة، والماراثون والـ«سوشيال ميديا» وسالم زهران، هتفوا بصوت رجل واحد: «يا سعد لو تشوفه»، في حين وصل الحريري إلى الفضاء وجاب الكون، أينما وليت وجهك أو ريموتك تراه في كل مكان… إلا في لبنان!
«الإندبندنت» تفضح المؤامرة الإعلامية
الحريري – حسب تقييم نديم قطيش على «أم تي في» – لم يعد رجل المرحلة، و«الخلطة بيصة»، التي أثارها أشبه بغبار الحوافر بعد فرار القطيع، ليس من فصاحة في قطيش، بقدر ما هي براعة، الذي يميل حيث الريح تميل، مع العلم أنه بدا مرتبكا في أكثر من وضعية وهو يمتدح سقف الحريري الواطئ، أمام السعودية وضد إيران، مما دفع إحدى الضيفات لاستنكار علو سقفه على سقف معلمه .. ليكتفي بالضحك المسطح، كمحاولة بائسة يتدارك بها تناقضه، وفي الوقت الذي أنكر قطيش تواجده مع بولا يعقوبيان، أكدت «الإندبندنت» حضوره، فما سبب هذا التنكر لولي شهرته؟ ومسارعته لعض اليد التي مدت إليه، وإعداده لزفة إعلامية، دون أدنى مراعاة لفارق التوقيت الوطني بين العربية والمستقبل!
تلعثم قطيش أكثر مما تكلم، وفعل ما فعلته زميلته، والمعلم الكبير قبلهما: النأي بالنفس، أو النفاذ بالجلد المتبقي، لكن يبدو أن الوقت تأخر كثيرا، لأن «الاندبندنت» سبقت برنامج «منا وجر» على «أم تي في»، إنها الحرب يا حلوين، فلا داعي لحفظ ما تبقى من ماء الوجه في قنينة شمبانيا أو قارورة عطر، في زمن القهاوي الإعلامية، التي يلم فيها صبي المعلم «نص نصيص»، البقشيش من الزباين ويتبرع بـ«النقطة» للمشاهدين!
لم تتطرق «الإندبندنت» الى مكان المقابلة، لكنها كشفت أسبابا اقتصادية تتعلق بشركة «أوجيه السعودية» بعد حصول المسؤولين اللبنانيين على نسخ من وثائق الحكومة السعودية تقضي بمثول الحريري أمام القضاء كمواطن يحمل الجنسية السعودية لمقاضاته بسبب عدم تسديد أجور العمال، وتحديدا في 25 من هذا الشهر، أي بعد يومين من محاكمة بن طلال؟ وهنا يفاجئك عبد الصمد ناصر في حصاد «الجزيرة» لما لفت انتباه المشاهد لعبارة الحريري المتوجسة: أريد أن أتأكد من عدم اختراق الأرصدة البنكية؟ وهي الرسالة التي لم يفهمها أحد سوى عبد الصمد!
العز لـ«الريتز» والإعلام شنق حاله
سيختفي الحريري من المشهد في هذه «الدربكة» الفضائية المتسارعة كمؤشر الهاوية، إما باغتياله، أو تجريده من منصبه لتعريضه للمحاكمة في المحاكم السعودية، وإما بعقد صفقة «هبوط اضطراري» أو نقل صلاحياته لأخيه، مع ضمان حياة عائلته التي يتركها وراءه كرهينة ربما، بعد أن فشلت الاستقالة بفض الوفاق!
«الإندبندنت» لم تقلق على المتلقي أو منه على طريقة يعقوبيان، بقدر ما طمأنتك على الحقيقة وهي تستعرض سبب القلق اللبناني على الاحتياطات النفطية في المتوسط، والتي تصل قيمتها لـ600 مليار دولار، وحصة السعودية منها، مقارنة بين الثقل الإيراني والسعودي من عائدات المقيمين اللبنانيين، حيث تبلغ ثلاثمئة ألف من إيران سنويا وأربعة مليارات من السعودية، وتطرقت الصحيفة لطوق النجاة القطري، الذي قد ينقذ لبنان، بتدخل ناعم وهادئ، كما وصفته، بعيدا عن إثارة الضوضاء والضجيج!
كل طرف يبحث عن رجل في لبنان ليحارب به الطرف الآخر لا ليتوافق به معه، ولذلك صدق «واشنطن بوست» حين أكدت على احتجاز الحريري مع الأمراء، مستدعيا آخر نكتة للزقازيق على «تويتر»: «العز للريتز والفورسيزون شنق حاله»!
سيختفي الحريري من المشهد في هذه «الدربكة» الفضائية المتسارعة كمؤشر الهاوية، إما باغتياله، أو تجريده من منصبه لتعريضه للمحاكمة في المحاكم السعودية، وإما بعقد صفقة «هبوط اضطراري» أو نقل صلاحياته لأخيه، مع ضمان حياة عائلته التي يتركها وراءه كرهينة ربما، بعد أن فشلت الاستقالة بفض الوفاق!
«الإندبندنت» لم تقلق على المتلقي أو منه على طريقة يعقوبيان، بقدر ما طمأنتك على الحقيقة وهي تستعرض سبب القلق اللبناني على الاحتياطات النفطية في المتوسط، والتي تصل قيمتها لـ600 مليار دولار، وحصة السعودية منها، مقارنة بين الثقل الإيراني والسعودي من عائدات المقيمين اللبنانيين، حيث تبلغ ثلاثمئة ألف من إيران سنويا وأربعة مليارات من السعودية، وتطرقت الصحيفة لطوق النجاة القطري، الذي قد ينقذ لبنان، بتدخل ناعم وهادئ، كما وصفته، بعيدا عن إثارة الضوضاء والضجيج!
كل طرف يبحث عن رجل في لبنان ليحارب به الطرف الآخر لا ليتوافق به معه، ولذلك صدق «واشنطن بوست» حين أكدت على احتجاز الحريري مع الأمراء، مستدعيا آخر نكتة للزقازيق على «تويتر»: «العز للريتز والفورسيزون شنق حاله»!
إعلام عاش نذلا ومات بطلا!
من النادر أن يدخل اللصوص إلى السجون، فالسجون خلقت للأبطال والأحرار والمعارضين والثوار، قبل أن تجعل من الفاسدين رموزا بعد أن كانوا تجارا؟ إلى متى يا رباه ترزقنا بولاة يعيشون أنذالا ويموتون أبطالا، في مشهد يتكرر بعد كل قيامة؟ ولكن، ماذا لو عرفت أن ما يقارب 300 رجل هم من يحكمون العالم فقط، يفكرون ويخططون، أما الباقي يصدقون وينفذون، وأولهم الطغاة الذين ينفخونهم كالبالونات ليستبدوا بشعوبهم، فما أن تأخذهم العزة بالإثم، حتى يفرغوهم من الهواء ويقلبوا شعوبهم عليهم، ثم تعم الفوضى والتمرد والخراب، في أمة تتعرج كعربة هرمة فوق المطبات، تخرج من حفرة انهدام لتدخل إلى «سكراب»!!
هذا هو المشهد ما قبل الأخير للإعلام، بعد انتهاء مهمته، حيث تدخل القوات الأمريكية إلى سوريا، قبل الساعة صفر بتوقيت القيامة، وتهسهس شرارة إعلامية معتقة، بين المغرب والجزائر في حرب تبييض أموال الحشيش، لتزلزل الأرض زلزالها، ويقول المشاهد: ما لها، قبل أن يغير المحطة ويقلب هذا الفضاء بحثا عن طويل عمر جديد يتمتع بمواصفات الكبش، أو البالون!
خطأ خاشقجي في «من سيربح البونبون»؟
الطريف في الأمر أن الإعلام العربي يغير الفلسفة الإيرانية التي تحفظ أسرارها الثمينة في الكتب، لينشر غسيله الرخيص على الملأ، ولذلك يؤسفك كعربي أن ترى أقدس أرض على وجه الكرة الأرضية وقد تحولت إلى مركز حربي تدير أمريكا عبره ألعابها الخطرة في المنطقة، وبعد ذلك يقول لك جمال خاشقجي في أحد تصريحاته الأخيرة إن خطأ السعودية الأكبر هو تركها للجبهة السورية، ولو يا زلمة وحد الله! ألم يكفك كل هذا الفساد في البلاد، وتشريد العباد، والوقوع في فخاخ الأوغاد، والانصياع لأوامر الأسياد، واللعب بعد ركود النار بجذوات الرماد؟ حرام عليك!!
لأننا عرب ننتمي إلى السعودية وتنتمي إلينا، نهيب بالمسؤولين أن يتابعوا بجدية التقارير اليومية، التي تصدر في الإعلام الغربي والاسرائيلي، والتي تهاجم السعودية وتشوه صورتها أمام العالم، وتتهمها بالفساد والرجعية والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان، في أشرس حملة إعلامية عرفها التاريخ، يديرها الحليف الأمريكي وهو يزج بالمملكة في مواجهة مدمرة مع إيران ودول أخرى في الإقليم، ليس من أجل أن ينصرها عليهم، بل لإقحامها بالمزيد من الخسارات وتوريط كل الخصوم بفتن وجرائم وحروب لا نهاية لها! ما يثبت أن هدف اسرائيل ليس إيران، ولا حزب الله – رغم أنه كذلك – ما دامت تكسب الحرب ليس بالدخول فيها بل بتصنيعها وتصديرها للحليف كي تواجه به عدوها الفارسي، الذي لا تعلم من أين له كل هذه الأموال، يجند بها ميليشياته في كل مكان ويمدهم بالأسلحة والعتاد و»البونبون»، في ظل حصار ممتد بلا أمد؟ بينما ستخسر السعودية لبنان إن لم تكن أصلا خسرته إلى الأبد، لأن عون سيرفض استقالة مكتوبة من الحريري وموقعة بإمضائه، أما الإعلام العربي فسيحتفل بنجاح بولا يعقوبيان في أكثر المهمات الإعلامية فشلا وخزيا في التاريخ، وسينسى في خضم احتفالاته من يقتل الحريري أولا: صفقة الوفاق أم إعلان الانشقاق؟ ليس مطلوبا منك أيها المشاهد أن تجيب أو أن تبحث عن إجابة، لأن القاتل الحقيقي لم يزل مختبئا في معطف أبيه… ولن أكتفي؟!
استضافت ندوات فكرية دولية وأمسيات لنزار قباني ومظفر النواب وأحمد فؤاد نجم: الرقة……
اتصل بنا
اتصل بنا
اتصل بنا