اشتراك الأردن في الأستانة لضم «الجبهة الجنوبية» لمحاربة «داعش» و«النصرة»…
اشتراك الأردن في الأستانة لضم «الجبهة الجنوبية» لمحاربة «داعش» و«النصرة»
عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: اختتمت أمس الاثنين في العاصمة الكازاخية أستانة اجتماعات «الدول الضامنة»، (روسيا، تركيا، إيران) لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بمشاركة الأمم المتحدة إضافة إلى وفد أردني يشارك لأول مرة فيما نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً مروّعا عن سجن صيدنايا السوري.
وقالت مصادر من داخل الاجتماع في أستانة لـ»القدس العربي» إن الوفد الأردني أكد خلال الاجتماع على استعداد «الجبهة الجنوبية» للمعارضة السورية الانضمام إلى الهدنة ومواجهة «التنظيمات الإرهابية» في إشارة إلى تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة».
وأعلن رئيس الوفد الروسي ستانيسلاف حاجيمحميدوف، نائب رئيس دائرة العمليات التابعة للأركان العامة للقوات الروسية، أن روسيا وتركيا وإيران أكدت خلال الاجتماع استعدادها لمواصلة العمل على ضمان الهدنة في سوريا وبحثت «إجراءات خاصة» في هذا السياق.
وقال «المشاركون في الاجتماع بحثوا سير تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية وإجراءات خاصة بإنشاء آلية رقابة فعالة من أجل ضمان الالتزام الكامل بنظام الهدنة والحيلولة دون أي استفزازات وتحديد كل أبعاد نظام الهدنة».
وأضاف أن الخبراء بحثوا كذلك إجراءات تعزيز الثقة المتبادلة وضمان الوصول الإنساني إلى جميع المناطق في سوريا دون أي عوائق.
وتابع رئيس الوفد الروسي أن ممثلي الجانبين الإيراني والتركي والأمم المتحدة أبدوا اهتماما كبيرا بالتقرير حول الوضع في جنوب سوريا، وأعربوا عن الاستعداد لمواصلة التعاون مع الجانب الأردني، مؤكدا أن الجانب الأردني خلال المحادثات، «قدم معلومات مهمة جدا حول الوضع في جنوب سوريا».
وأوضح حاجيمحميدوف أن المشاركين في لقاء الاثنين بأستانة تمكنوا من تحديد مواقع تنظيم «جبهة النصرة» على الخرائط بشكل مبدئي، على الرغم من بقاء اختلاف معين في وجهات النظر بهذا الشأن.
وسبق لموسكو أن شكرت الأردن على جهوده في دعم الهدنة في سوريا والتي أسفرت عن انضمام اثنين من الفصائل التي تحارب تحت لواء «الجبهة الجنوبية» إلى نظام وقف إطلاق النار.
وذكر حاجيمحميدوف بأن عددا من فصائل «الجيش السوري الحر» تحارب مسلحي «جبهة النصرة» في ريفي حلب وإدلب، داعيا إلى بذل جهود مماثلة لمواجهة التنظيم ليس في شمال سوريا فحسب، بل وفي محافظات وسط البلاد وفي جنوبها.
وأضاف رئيس الوفد الروسي أن المشاركين اتفقوا بشكل أولي على عقد لقاء جديد يومي الـ15 والـ16 شباط/ فبراير، متوقعا أن تركز المناقشات المقبلة في أستانة على الوضع في وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة السورية قتلت نحو 13 الف سجين في إعدامات جماعية.
وحسب المنظمة في تقريرها اليوم الثلاثاء فإن هؤلاء الأشخاص قتلوا في الفترة بين عام 2011 و2015 دون إجراءات قانونية في سجن صيدنايا سيء السمعة القريب من العاصمة السورية دمشق.
وأوضحت المنظمة أن أغلب الذين تم إعدامهم مدنيون.
وقالت المنظمة في تقريرها إن الحكومة السورية تتعمد إضافة لذلك احتجاز السجناء في ظروف غير إنسانية وتعذيبهم واغتصابهم أو حرمانهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية وإن النظام السوري قتل من خلال «سياسة الإبادة» التي ينتهجها عددا كبيرا من السجناء.
وأوضحت المنظمة أن هذه الممارسات تعتبر جرائم ضد الإنسانية.
وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن تقريرها يستند إلى مقابلات مع 84 شاهدا من بينهم حراس وضباط وسجناء سابقون بالسجن بالإضافة إلى قضاة ومحامين.
إلى ذلك اشترط رئيس وفد الفصائل العسكرية السورية المعارضة، محمد علوش، للمشاركة في الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة في الـ20 من الشهر الجاري، الالتزام بالوعود التي حصلوا عليها في محادثات أستانة الشهر الماضي والمتعلقة بوقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع المعتقلين لدى النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، لوكالة «لأناضول».
وقال علوش إن «الفصائل العسكرية كان موقفها واضح فقد ذهبنا إلى أستانة وحصلنا على جملة من الوعود ونحن ننتظر تطبيقها (..)، لا يمكن أن نذهب إلى مكان آخر قبل أن تطبق مطالبنا على الأرض، وهي: وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لاسيما النساء والأطفال، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة باعتبار أن ذلك يساهم في إيجاد بيئة تفاوضية سليمة يمكن أن ننتقل بعدها إلى مسار آخر».
وتابع «رجعنا من أستانة وهناك أمور تلقينا فيها وعود من الجهات الضامنة لتفعليها على الأرض وخرجنا بحزمة من الإجراءات منها وعد بعدم اقتحام وادي بردى (ريف العاصمة دمشق) وعدم الهجوم على الغوطة (في المنطقة نفسها) وأن لا يتم استهداف الفصائل».
غير أنه استدرك قائلا «إلا أن ذلك لم يتم بل تم تهجير وادي بردى وحصلت اقتحامات عدة على الغوطة فأرسلنا مذكرة قانونية للجهات الضامنة نبين فيها موقفنا مما يجري، وننتظر الجواب على ورقة تثبيت وقف إطلاق النار وهذا سيكون في السادس من هذا الشهر، إما أن يلتزموا ونستمر وإما أن يكون نهاية المطاف».
وأوضح أن «الأمر الآن في يد روسيا، فالمعارضة وقعت الاتفاقية والتزمت بها وأوفت بالضمانة التركية، إلا أن الجانب الآخر المتمثل بإيران والنظام السوري والذي ضمنته روسيا لم يلتزم بالاتفاقية».
ولفت إلى أن «فشل روسيا في الإيفاء بما ضمنته هذه المرة يعني أنها ستفشل في المرات المقبلة، كما أن ذلك يدل على عدم وجود نية حسنة أو تمهيد لوجود حل».
وتطرق إلى اللقاء الذي جمع المعارضة مع الجانب الروسي في أنقرة، قبل أيام، وقال إن موسكو عرضت خلال الاجتماع 3 مسارات، الأول يتعلق بوقف إطلاق النار، والثاني يتعلق بالجانب الإنساني، أما الثالث فهو خاص بالشأن السياسي.
وأوضح أن «جوابهم كان بأن تزامن هذه المسارات غير وارد في ظل القصف بالطيران وعمليات التهجير والاقتحام وبمشاركة ضباط روس، باعتبار ذلك إخلالاً باتفاقية وقف إطلاق النار «.
وحول الدور الإيراني في سوريا، اتهم علوش طهران «بالسعي إلى تخريب الجهود باتجاه الحل السياسي»، مضيفاً أن «طمع إيران بأن تتوسع وأن تسيطر على دول المنطقة لا يحده قيم ولا أخلاق ولا قوانين؛ فهي تستخدم أبشع أساليب القتل والإرهاب إما بنفسها أو عبر أدواتها المفضوحة مثل حزب الله اللبناني وحركة النجباء وغيرها من الميليشيات».